قصة حقيقية: شابان استبدلا بالخطأ
أحمد ويسري شابان فلسطينيان استبدلا بالخطأ لدى ولادتهما في المستشفى قبل 31 عاما، لينشأ كل منهما ويترعرع في كنف عائلة الاخر الى ان اكتشفا وهما في الثانية والعشرين الحقيقة المذهلة التي غيرت مجرى حياتهما
وحياة اسرتيهما. اصدر القضاء الاسرائيلي في 19 يونيو الحالي قرارا يؤكد مسؤولية المستشفى الذي ولدا فيه في القدس الشرقية وثبوت بنوة كل من الشابين لعائلة الاخر، ومع ذلك لا يزال كل منهما يعيش مع الاسرة التي نشأ في كنفها.
بداية القصة
قال اسحق والد احد الشابين، وأحد الذين رفعوا القضية على المستشفى ان: «القصة بدأت في يناير 1977 عندما ولد الطفلان احمد ويسري (اسماء مستعارة للحفاظ على الخصوصية) في المستشفى، حيث كانت زوجتي فاطمة ترقد مع امراة اخرى في الغرفة ذاتها».
وتابع: «بعد الولادة مباشرة أخذت القابلات الطفلين للاستحمام قبل ان يعدن المولودين الى المرأتين اللتين اعتقدت كل منهما ان الطفل الذي تناولته هو ابنها». واضاف اسحق: «عدنا من المستشفى مع ابننا يسري وربيناه على انه ابننا من لحمنا ودمنا، لكن شاءت الاقدار ان تلعب دورا يغير مجرى حياتنا في ما بعد». واضاف: «بدا اهل قريتنا يتحدثون عن الشبه الكبير بيني وبين شاب في عمر ابني يسري الذي يبدو في المقابل اكثر شبهاً بأخوة هذا الشاب الاخر».
.. واتضحت الأمور
واضاف: «اتضحت الامور عندما ذهبت زوجتي بدافع الفضول لزيارة اسرة الشاب في البيت، لتكتشف بدورها الشبه بيني وبين احمد، وعندما علمت انه ولد في نفس يوم مولد يسري وفي المستشفى نفسه، تذكرت عندها ان ام احمد كانت ترقد بجانبها في الغرفة نفسها بعد الولادة». وقال الاب: «اتفقنا عندها جميعا على ان نذهب لاجراء فحص للحمض النووي الريبي (دي.ان.ايه) لقطع الشك باليقين، وكان ذلك عام 1999 وأرسلنا الفحص الى ألمانيا وخرجت النتائج بأن احمد هو ابني البيولوجي، وان عملية التبادل تمت في المستشفى بالخطأ». وبعد ذلك قامت العائلتان برفع دعوى على المستشفى الذي رفض الاعتراف بنتائج الفحص، وطلب من العائلتين اجراء فحص جديد في مستشفى «هداسا» الاسرائيلي، وجاءت نتائج الفحص الجديد لتؤكد بنسبة 99،7 في المائة ان: «احمد ابني من لحمي ودمي» كما يقول الاب.
تعويض مالي.. ولكن
وأوضح: «اليوم وبعد كل هذه السنوات قضت المحكمة بالتعويض عن تبديل احمد ويسري بمبلغ مليوني شيكل (حوالي 600 الف دولار)»
مناصفة بين العائلتين اي نحو 300 الف دولار لكل عائلة. واكد الاب ان: «كل هذه النقود لا تساوي شيئا امام المعاناة التي عشتها، فانا محبط وفي حالة اكتئاب وزوجتي مريضة، وحياتنا وحياة الاولاد اضطربت كلها (..) الف سؤال وسؤال ماذا لو تربى احمد بيننا من يحق له فصل الولد عن اهله وقطع صلة الرحم بين الام وابنها؟». وقال: «نحن نحب يسري، لكن ماذا عن ابننا احمد الذي لم يترب في كنفنا؟».
من جهته، قال محامي العائلتين وسيم دكور: «تعتبر هذه القضية سابقة في تحديد المسؤولية في موضوع التبديل، وموضوع التعويض». واضاف: «من ناحية انسانية يراود الانسان تساؤل عما كان يمكن ان يحدث لو عاش بين افراد عائلته الحقيقيين (..) لكن ليس من السهل ان ننقل حياتنا وعواطفنا من عائلة الى اخرى بعد معرفة الحقيقة (..) هذا صعب جدا». وتابع دكور: «هذا الوضع ترك موكلي في حالة صراع والم».
مسؤولية المستشفى
واوضح ان: «قرار المحكمة المركزية في القدس استند الى مسؤولية المستشفى، خصوصا انه لم يقدم سجل المواليد لتاريخ 4 يناير 1977 الذي من المفروض ان يكون بحوزته، لم يقل ايضا انه فقدها كما ان كل الاستتناجات تشير الى امكانية واحدة هي ان الاثنين ولدا في المستشفى، وتم تبديلهما نتيجة الاهمال». ورغم قرار المحكمة مازال كل من الشابين يعيش في كنف العائلة التي ربته. وفي حين يقوم يسري بزيارات في الاعياد لامه البيولوجية، مازالت علاقة احمد «رسمية جدا» مع عائلته الحقيقية.